toheal logo

Potato_76035 🇪🇬's منشور

Potato_76035 🇪🇬

منذ 4 أيام

.

شعور لا مبالٍ

قريت قبل كدا قصة عن واحد بيعاني من أزمة منتصف العمر مش راضي عن الوضع اللي وصله والكراهية اللي عنده اتطبعت على كل حاجة حواليه، صحابه، أهله، نفسه، وحتى حيطان بيته، فبيبتدي يتخيل انه حد تاني عايش حياة تانية، الحد دا اسمه أليكس، أليكس شاب ألماني شغال في الإعانة الدولية فبيجي مصر كتير ضمن رحلات مكثفة لدول عالم تالت وضعها أسوء بكتير من مصر وضاربها مجاعات وأوبئة المفروض انقرضت، أليكس القاهرة بجوها الحار بالنسبة له نعيم مقارنةً بالجو الممطر والكئيب الموجود في مسقط راسه برلين، ومن مسببات سعادته انه يشرب ازازة بيرة ساقعة فوق سطح فندق وقت غروب القاهرة. الشخصية الوهمية اللي خلقها صاحبنا اللي عنده أزمة منتصف العمر بتحول الوضع الجحيمي اللي هو عايش فيه لجنة، فلما بيشتد عليه الضيق ويقفل عينيه ويتخيل نفسه أليكس ويعيش معاه وبعدين يرجع يفتح عينيه فيشوف كل الحاجات اللي حواليه كأنه بيعايشها لأول مرة، وبتفقد سلطتها عليه لأنه بيدرك إن علاقته بيها اختيارية وعابرة تماما. وأنا زيه، باستثناء إني مابخلقش شخصيات في دماغي، ولا مؤمن ان الشخصيات اللي بنكتبها ممكن تبقى شخصيات لها استقلاليتها الخاصة، ولا طموحي أصلا أكتب أدب فيه شخصيات من لحم ودم، ولا مؤمن إن الأدب المفروض يكون استهلاكه بيؤدي لإنتاج معرفة، لكني طموحي إني أكتب أدب بيوصل لحالة مزاجية معينة عايز حد مايعرفنيش ولا له علاقة بيا يحسها، عايز أجسد أنا إزاي بشوف الحياة بألوانها عن طريق الوسيط المتاح قدامي: اللغة. لكن اللي لمسني في القصة دي هو الخواء، باستثناء اننا بنكتشف فيه بقية قصص المجموعة واللي من ضمنها القصة دي، انه خواء روحي ناتج عن هزيمة، وفي الأغلب الهزيمة دي ناتجة تبعيات ٢٥ يناير ووهم السيطرة اللي اتبخر تماما بمجرد ما صحيوا على صحراء الواقع. وأنا خوائي مش روحي، وبالتأكيد مالوش علاقة بيناير ٢٠١١، وأكيد كمان انه مش حالة مستمرة، لكن لما بتضربني مرة كل شهر مع تراكم مشاعر أو مشاكل، بتترجم على هيئة حاجة عرفت بعدين ان اسمها depersonalisation، كأني بعيد اكتشاف كل حاجة من أول وجديد، لأني بفقد وعيي وإدراكي بأي حاجة بتحصل وبنفسي، كأني بتفرج على نفسي وحياتي من ورا شاشة، وبتتحول أبسط حاجة زي إيدي لمخلوق مستقل ببصله وبحركه وأنا مش فاهم إيه دا. من كام يوم قريت خبر عن قرد من نوع العبلنج السوداني اتولد في حديقة الحيوان هنا، وسموه شادي، رحت انا وواحد صاحبي نشوف القرود هناك ولقينا الوضع مزري، فأنت قاعد بتشوف قرد من النوع البابون الشرس اللي كان الفراعنة بيعبدوه، بيتحدف بالطوب وبيتضرب بالخرزانة، ومن ناحية تانية شادي وأمه اللي مش عارفة تحميه من بضان العيال الصغيرة وأهاليهم اللي ماعندهمش أدنى درجات الحساسية، بيستسلموا وبيطلعوا للقفص العلوي علشان يقللوا من حدة الضرب على أمل ان الخرازانات والحاجات اللي عمالة تتحدف ماتوصلش لفوق. ساعتها مزاجي اللي بقى ميلودرامي شوية الفترة دي، خلاني أفتكر نيتشة وحادثة الحصان. لما روحت دورت عن إذا كان القرود بتحس بالحزن، واكتشفت انها لها طرق مختلفة للتعبير عنه: الانعزال - الخمول - فقدان الشهية - النحيب من غير دموع. وقد إيه أنا حياتي بقت تافهة لدرجة اني فقدت أي شعور بالـ relatability لأي حاجة حواليا بس حاسس بالاتصال مع قرد سوداني حديث الولادة اسمه شادي في حديقة حيوان الزقازيق. كأنها أزمة وجودية صغيرة بس مش على درجة من الأهمية اللي تخليني أربطها بجريجوري سامسا اللي صحي ولقى نفسه حشرة، أو مارسو اللامبالي اللي قتل عربي على شط البحر لمجرد ان الشمس كانت حارة زيادة عن اللزوم. بس اللي بفكر فيه ان ساعات الخواء بيكون rewarding في حد ذاته، ففي اللحظات اللي بتفكر فيها ان المشاعر خفت، وماتبقاش غير اعتياد وشعور عام بالملل من كل حاجة في بلد حتى الشجر فيها مترب ولونه مش أخضر، ولما الإجهاد بيكون مضاعف، بتيجي نوبة انفصال شهرية عن الواقع بتحول حاجة عادية زي إيدك لمخلوق مثير للاهتمام ويستاهل انك تستكشفه من اول وجديد، أو حقيقة علمية بسيطة زي إن الأجسام بتتشد للأرض وانت بتعيد اكتشافها من أول وجديد لما كوباية بتقع منك وتتكسر على أرضية أوضتك، أو وانت بتتأمل إزاي الفوتونات اللي خارجة من اللمبة دي بتتجمع وبتنورلك الأوضة وبمجرد ما بتفصل عنها الكهربا كل حاجة بتضلم.

2

1


Nutella_13726 🇮🇶

.

منذ 4 أيام

عذرا بس احلفلك اني مافهمت شو قصدك . ممكن توضخلي بشكل مختصر انت شو الي عاوز توصله بالضبط ؟

0

0

التجربة أفضل عبر التطبيق

حمّل تطبيق توهيل على هاتفك لتجربة أسرع