فيه ولد كان بيعيش كل لحظة ف بيته وهو متوتر كل حاجة حواليه بتزعق حتى الحيطان كانت بتحس بالخناقة قبل ما تبدأ الولد دا كان لما بيصحى من النوم بيقعد ع السرير كام ثانية كده عينه بتبص في اللا حاجة بيحاول يفهم هو هيعيش يوم عامل إزاي هيعيش يوم حلو ولا لأ اليوم اللي كله خوف اللي أمه هتكون فيه نايمة زيادة شوية ولا صاحية متحفزة جاهزة تمسك أول كلمة وتخليها حرب كل حاجة كانت مرهونة بمزاجها نظرة عينها أول كلمة تقولها نبرة صوتها لما تسأله مالك بنبرة شبه الزعيق مش شبه السؤال ولما بيرد برد ثابت متعود عليه بيكون حافظ إن مفيش فرق هي مش هتسمعه هي خلاص ختمت عليه بالختم بتاع اللي بيدلع اللي بيعمل نفسه تعبان اللي بيهتم بنفسه زيادة عن اللزوم وكأن الاهتمام بالنفس تهمة وكأن الألم عيب الولد دا كان عايش جوا دماغه أكتر ما كان عايش في البيت أصلاً كان بيبص ع الحيطان كأنها هتفهمه أحسن من اللي حواليه كان لما يتقاله قوم يشيل حاجة يقوم بسرعة عشان ميتقالش عليه تقيل بس أول ما يتحرك يتقاله اتحركت ليه بالطريقة دي صوتك عالي ليه بتكلم كده ليه فبقى كل حاجة فيها توتر المشي الكلام النفس البكاء البكاء اللي مبيطلعش أصلاً لأنه اتعلم إن الدموع بتوجع أكتر لما تطلع قدام حد مش هيفهم كانت أمه مصدر الخوف ومصدر الهجوم ومصدر السؤال اللي بييجي من غير نية للفهم وكانت بتفتكر إنها بتسأل وكانت بتفتكر إن دا اسمه تربية وكانت فاكرة إن كل ما تضغط عليه أكتر هيطلع راجل أكتر وهي متعرفش إنها خنقته وهو صغير لدرجة إنه مبقاش يعرف يتنفس وهو كبير الولد دا كان بيحاول يبقى طبيعي بس مفيش حاجة جواه طبيعية قلبه دايمًا متشد نفسه دايمًا محبوس صوته بيترعش لما بيتكلم لأنه مش واثق إنه مسموحله يتكلم أساسًا كان بيتمنى إنه لما يتوجع يتسئل مالك ويتسئل بجد مش كأنها بتقوله بسرعة خلّص ردك عشان عندي حاجات أهم الولد دا فاكر كويس أول مرة حس إنه مش موجود لما اتخانقوا قدامه ونسوا إنه موجود ولما شتموا بعض واتقال كلام كبير وهو لسه طفل بيحاول يركب الحروف ولما ابتدى يتعلم يعني إيه كلمة كره كانت أول مرة يسمعها بين أمه وأبوه مش ف مدرسة ولا ف كتاب الولد دا كانت أول ذكرياته كلها صوت عالي وصريخ وخبط باب وصوت الشباك بيتقفل بعنف وشتيمة كبيرة بيقولها حد المفروض إنه قدوة وكل مرة كان بيحاول يدوّر على لحظة حلوة كان يفتكرها ناقصة يا إما بعدها خناقة يا إما قبلها تهديد يا إما وهي نفسها متلونة بخوف معين الولد دا لما كبر مابقاش يزعق عشان هو عصبي لا بقى يزعق لأنه مش عارف يتفاهم بقى صوته عالي لأنه عمره ما اتعلم يحكي بقى بيدافع عن نفسه وكأنه بيتخانق حتى لما محدش بيهاجمه بقى يشك في كل سؤال حتى لو حد سأله تحب تاكل إيه؟ بقى يفكر هل دا سؤال حقيقي ولا فخ؟ الولد دا مرعوب من الحب لأنه عمره ما شافه شكله عامل إزاي لأنه اللي المفروض يحبوه كانوا أكتر ناس بيوجعوه الولد دا لو بصيتله كويس هتلاقي صوته هادي زيادة عن اللزوم أو عالي زيادة عن اللزوم بس في الحالتين هو مش مرتاح هو مش مطمّن هو مش متشاف هو مش مفهوم الولد دا أنا ---

7

4