من علامات النضج الحقيقي إنك تبدأ تكره الزحمة، تكره الضوضاء، تكره الوجوه الكتير اللي بتضحك من غير روح، وتفضل الوحدة حتى لو بتوجعك. أنا بطّلت أصدق في فكرة الحب… يمكن لأني كل مرة كنت بحب فيها كنت بخسر نفسي. ‏زميلتي في الشغل قالتلي إن شكلي “يقرف”، وإن مفيش بنت ممكن تحب واحد حساس، منطوي، وشكله عادي. الكلمة دي ما ماتتش بعد ما اتقالت… الكلمة دي سكنت فيّ. من ساعتها بقيت أخاف أبص في المراية، مش علشان أظبط نفسي، لكن علشان أشوف أنا بقى شكلي فعلاً وحش كده؟ ولا هي بس شافت فيا وجعها، ورمته عليّ؟ ‏اتحولت لوَح تلج، بحاول أضحك وأنا جوايا برد… مش عشان مشاعري ماتت، بس عشان اتلسعت كتير لحد ما بقت جلدي سميك. ‏مبقتش أفرح، ولا أزعل، ولا حتى أغير. كل حاجة بقت “عادي”. ‏يمكن دي مش نضج… يمكن دي النهاية الهادية لإنسان كان طيب زيادة. ‏أنا مش وسيم، بس كنت صادق. مش اجتماعي، بس كنت نضيف من جوّا. بس العالم ده مش بيحب الصادقين، العالم بيكافئ اللي بيمثل، واللي بيكذب كويس. ‏دلوقتي كل اللي عايزه، مش حب، ولا حضن، عايز هدوء… هدوء أدفن فيه صوت الكلمة اللي قالتها، وصوتي وأنا صدّقتها.

3

4