كنت إنسان بيحب بصدق، يمكن أكتر من اللازم. كنت بحاول أشوف الخير في الناس، حتى لو الدنيا كلها شايفاهم بشكل تاني. لكن السنة دي كسرتني. كل موقف كان طعنة، وكل مرة كنت أقول: “مش مهم، المرة الجاية هتبقى أحسن”، لكن المرات كلها كانت أسوأ. كنت بدّي الناس أكتر من اللي يستحقوه، وأستحمل وجع ملوش لازمة، وأقول يمكن هما مش قصدهم… بس الحقيقة إن في ناس بتوجعك وهما عارفين كويس إنهم بيعملوا كده. في لحظة معينة، حسيت إن قلبي خلاص مات. بقيت بارد، كأني لوح تلج ما بيتأثرش، لا بضحكة ولا بدمعة. حسيت إن المشاعر عبء، وإن الحنية ضعف، وإن الهدوء أفضل من الانكسار. قلت لنفسي: “من النهارده، خلاص… مفيش حب، مفيش وجع، مفيش مشاعر.” فضلت كده فترة، وكنت فاكر إن دي القوة. بس لما الدنيا هديت، اكتشفت إن البرود مش حماية… ده موت ببطء. اكتشفت إن اللي بيكتم مشاعره بيخسر نفسه قبل ما يخسر الناس. اكتشفت إن ربنا ما خلقش القلب عشان يتجمد، ولا الحنية عشان ندفنها. كل مرة كنت بقاوم الإحساس، كنت بحس إن ربنا بيقولي: “مش كده… دي مش طريقتك.” يمكن اتأذيت جامد، بس ده مش مبرر إني أبقى حجر. الوجع علّمني حدودي، بس الإيمان خلاني أرجع لنفسي. أنا مش هكون البارد اللي بيهرب من الإحساس، ولا الطيب الساذج اللي بيتأذي. هكون إنسان حقيقي… يعرف إمتى يدي، وإمتى يحمي نفسه، من غير ما يقتل قلبه. وأهم من كل ده، إني لازم أكون قريب من ربنا، عشان هو الوحيد اللي بيشفي الوجع اللي ملهوش دوا. وهفضل أحب ألعب مع الكلاب والقطط، لأنهم مبيعرفوش يخونوا، ومبيعرفوش يوجعوا، بياخدوا الحنية زي ما هي… ويدّوها زي ما هي.

2

1